التنوع وكيفية تأثّره بالانحياز في حقبتي الاستعمار وما بعد الاستعمار على ويكيميديا، والجنسانية والتمثيل، وتمثيل السكان الأصليين، والتمثيل الجغرافي، واللغات، والجمهور الجديد والتهميش التاريخي لمجموعاتٍ مختلفةٍ. يقيّم كل واحدٍ من هذه المواضيع جوانب وخصائص مختلفة -- ونقصد هنا العصور، والشعوب المُستَعمَرة، والأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة، والعرقيات، والجنسانية، والسكان الأصليين، وأبناء البلدان الناشئة، ومتحدثو اللغة، وغيرهم. -- الذين تعرضوا لعوائق قانونيةٍ واجتماعيةٍ حالت دون إسهامهم أو أثرّت في مساهمتهم بمعرفتهم ورؤيتهم العالمية في معرفتنا المشتركة وفي مقترحات السبل التي يمكن لمساهمي الحركة اللجوء إليها لدعم جهود معالجة هذه العيوب. |
Talk |
لقد أسفرت آثار التهميش في كل أنحاء العالم عن اختلالٍ في التوازن في تاريخنا المشترك. إذ لطالما كممت هياكل السلطة وهيمنتها على امتداد التاريخ الأصوات المتنوعةً مسببةً اختلالاً في معرفتنا بالأحداث والأشخاص الذين كان لهم نصيبٌ كبيرٌ في صياغة شكل عالمنا اليوم، وفي النُظم التي نستخدمها لنشر تلك المعرفة. من بين المشكلات العامة التي تواجه كل أقسام حركة ويكيميديا ولكنها لا تقتصر عليها فحسب ما يأتي ذكره: خلق محتوىً يكون فيه الذكر هو القاعدة وأي هويةٍ جنسانيةٍ أخرى هي الاستثناء، وتخضع فيه الأعراف والممارسات المحلية للاستبعاد أو التحليل من منظورٍ "خارجي"، وتُمثّل فيه تجارب الشعوب المُستَعمَرة بالقدر ذاته الذي تُمثّل فيه تجارب مُستعمِريها، وتُمثّل فيه تجارب ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن ومجتمع الميم من مثليي ومثليات الجنس وذوي التوجه الجنسي المزدوج والمتحولين جنسيًا (LGBT) والمجموعات الأخرى على أنه انحرافٌ عن واقع التجارب "الطبيعية" وما إلى ذلك. بحسب رابطة الشبكة العالمية، ما يقرب من 54% من قرابة 10 ملايين موقعٍ شبكيٍ تُكتبُ باللغة الإنجليزية. وترتبط هذه السيطرة ارتباطًا وثيقًا بالإملاءات العالمية الاجتماعية والاقتصادية وبتغلغل اللغة الإنجليزية في الثقافة الغربية. ونتيجةً لذلك، فإن المشاركة في حركة ويكيميديا (أي في فعاليّات ويكيميديا الكبرى، وقوائم البريد، وهيئات الحوكمة، وغيرها) تستلزم معرفةً متقدمةً باللغة الإنجليزية. وبالمقابل، فإن اللغات التي يتحدث بلسانها أعدادٌ ضخمةٌ من شعوب العالم (مثل العربية، والإسبانية، والعديد من اللغات الأخرى) لا تحظى بالتمثيل المناسب الذي تستحقه ضمن الحركة من ناحية المحتوى أو آليات المشاركة. إلا أن معظم لغات العالم لا تقدم نتاجًا معرفيًا من الأوراق الأكاديمية والمحتوى المتعدد الوسائط أو حتّى من المواد المطبوعة. فيما يقتصر وجود بعض اللغات على التناقل الشفوي لها فقط، ويفتقر بعضها الآخر إلى قواعد الكتابة المعيارية، رغم أنها قد يكون له أبجدياتٌ مكتوبةٌ . يُضاف إلى هذه المشكلة عاملٌ آخرٌ ألا وهو تدني مستوى معرفة مستخدمي شبكة الإنترنت بويكيبيديا. أمّا في الدول الغربية، فمستوى معرفة مستخدمي الإنترنت بويكيبيديا مرتفعٌ على النقيض مما عليه الحال في الدول الناشئة. الأمر الذي أسفر عن وجود تمثيلٍ نسبيٍ على صعيد المشاركة والمحتوى رهنًا بتلك المعرفة. لقد خلقت نتائج تلك التحديات إقرارًا واسعًا بوجود عجزٍ على صعيد المحتوى والمساهمات المقدمة من جانب النساء- المسألة التي تعدُّ واحدةً من أكثر المسائل أهميةً بفعل العديد من الجهود العالمية التي تعمل على إبرازها والحدّ منها- والشعوب المحلية، والمجتمعات في جنوب الأرض، والأشخاص الذين لا يتحدثون لغةً رئيسةً، وغيرهم من بين شرائح أخرى كثيرةٍ. وهذه المشكلات مشتركةٌ تواجه كل الموسوعات والكتب المدرسية ووثائق تدوين التاريخ عمومًا التي سبقت وجود حركة ويكيميديا. تواصل عوامل انعدام المساواة في الوصول والفرص التأثير في المجموعات التي لطالما تعرضت للتهميش بفعل تدني مستوى فهمنا لثقافاتها وتاريخها وإسهاماتها، الأمر الذي ترك في المقابل أثره في قدرتها على المشاركة بصورةٍ كاملةٍ في مجتمعٍ مفتوحٍ. |
Talk |
يعد التنوع موضوعًا واسعًا ومترامي الأطراف يغطي تقريبًا كل جانبٍ من جوانب الوجود. وتمثل مهمة اكتشاف طريقةٍ للحفاظ على التوازن في منصةٍ مفتوحةٍ، ولضبط الانحيازات المنهجية والسياسة بناءً على التنوع تحديًا كبيرًا لا يُستهان به. لقد أضحت مشاريع ويكيميديا مقياسًا مرئيًا للمعرفة الواقعية والدقيقة متخذةً من الانفتاح مبدأً تأسيسيًا لها. إلا أنه ينبغي الحرص على ضمان ألا تصبح المشاريع المختلفة ناطقةً بلسان نظم المعرفة والثقافات المهيمنة. كما إن التركيز على اللغة الإنجليزية من شأنه أن يؤسس لانحيازٍ منهجيٍ في عمل المساهمين وأن يخلق واقعًا إقصائيًا للتعاون بين الأفراد والمجموعات والمبادرات المحلية وغير المحلية في التعلم ومشاركة المعرفة. مع أن فكرة خلق معرفةٍ عالميةٍ وحياديةٍ بالكامل أمرٌ غير ممكنٍ، إلا أننا ندرك أن اللغات والخلفيات والمراحل التاريخية والثقافات تصوغ شكل معرفتنا وكيفية فهمنا لها. إذا ركزت حركة ويكيميديا على سرد المعارف الأكاديمية والمعرفة الأساسية بصورةٍ رئيسيةٍ، فسوف ينشأ عن ذلك إسكات الشرائح المهمشة وزيادة عزلتها. والأسوأ من ذلك أن تاريخها سيروى بصوتٍ غريبٍ وغير أصيلٍ. هذا وقد دققت المجموعة المعنية بالتنوع في السبل التي يمكن بها فحص السياسات والممارسات وإعادة تدوينها أو تطبيقها لضمان شمول مختلف المجموعات ولخلق بيئةٍ تعزز التعاون للمشاركين، ولتوسعة نطاق وصول المساهمين إلى جمهورٍ أوسع. إننا ندرك ضرورة وجود أنواعٍ مختلفةٍ من الموارد لتمثيل الفئات المهمشة تاريخيًا ولتجسيد ثقافاتها ضمن نطاق مهمة ويكيميديا. تستهدف أسئلتنا ضمان أن يفضي تنوع المعرفة في كل مشاريعنا المختلفة إلى خلق منصات معرفةٍ هادفةٍ وتمكينها. |
Talk |
|
Talk |